الحمد الله.. أخيرا الأفلام العربية والأجنبية بدون قبلات وأحضان. أخيرا سيتقدم التلفزيون المصري وينهض ويستطيع منافسة القنوات الفضائية. لقد كنا فى انتظار على أحر من الجمر قرار الدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون بحذف هذه المشاهد الفاسقة والماجنة والتى تشجع على الفجور.. فهذه المشاهد هي التي جعلت الشعب المصري في غيبة طوال ثلاثين عاما، لا يريد عصيان النظام السابق، وهي التي جعلتنا نتأخر عن باقي الأمم ونرجع للوراء.
لقد فوجئت بقرار تم نشره على استحياء حول قرار للدكتور سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون بحذف جميع القبلات والأحضان من كل الأفلام العربية والأجنبية، وكنت قد سمعت من قبل بحذف أي صورة أو سيرة للرئيس السابق حسني مبارك في أي فيلم من الأفلام، وهو ما ذكرني بما تم بعد ثورة يوليو 1952 عندما كان يتم تظليل صورة الملك فاروق بعلامة سوداء في أي فيلم قديم.
الحمد الله أن سامي الشريف استطاع أن يأتي على البقية الباقية من التلفزيون المصري، فقد كانت هناك بقية باقية تحاول أن تلحق بما يمكن لحاقه، ولكن الشريف قام بالواجب والساحة الآن مفتوحة لكل القنوات الفضائية العربية والأجنبية.
عجباً لأمر الشريف الذي يأتى في وقت السماوات المفتوحة وقمة أداء الفضائيات والإنترنت. في وقت كل شيء فيه على مسمع ومرأى من العالم. النقل على الهواء مباشرة لكل شيء في حياتنا. وظل ساكتا منذ توليه حتى خرج علينا باكتشاف رهيب وهو منع القبلات والأحضان في الأفلام التي يعرضها التلفزيون – الذي لا يراه أحد أصلا - وكان المفروض أن يصدر قرارا بمنع القبلات والأحضان في الشوارع والأزقة قبل التلفزيون، وفي داخل ماسبيرو قبل الشاشة الصغيرة.
لقد استطاع الشريف أن يحل كل مشاكل التلفزيون المصري في فترة قياسية ولم يجد ما يفعله سوى منع القبلات والأحضان. ترك المشاكل وترك التطوير المنتظر وسط هذا التطور الهائل في الإعلام وقضاياه ووسائله والتكنولوجيا الجبارة الحديثة التي تعتبر تحديا أمام هذه المنظومة الإعلامية البائدة التي تزدحم وتتكدس بالموظفين والعاملين الذين تعدوا عشرات الآلاف داخل مبنى واحد هو مبنى ماسبيرو.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يحاول الشريف بهذا القرار التودد للتيارات الإسلامية؟ فإذا كان هذا هدفه فأظنه أخطأ كثيرا. وهل يطمح الشريف في مناصب أخرى وتصعيد أعلى من خلال تعاونه مع التيارات الإسلامية؟
إلى متى سنترك مؤسساتنا في أيادي أفراد تسيطر عليهم ميولهم وانتماءاتهم وعاداتهم واحتياجاتهم؟ إلى متى تكون القرارات الفردية هي المسيطر على مقدرات الأمور في حياتنا وفي قرارات مصيرية هامة. لماذا لا نعمل بنظام مؤسسي يعتمد على الرأى الجماعي؟
نحن نعيش في مرحلة انتقالية تعتبر مصيرية لمستقبل مصر، ومهما كان الأفراد الذين يديرون مواقع هامة سواء وزارات أو مؤسسات فيجب أن تدرس جميع قراراتهم بعناية قبل أن يتم اتخاذ قرارات وسن لوائح وقوانين ليس من السهل الرجوع فيها، ويجب أن نحترس من تمرير أي من هذه القرارات وإلا ستكون العاقبة وخيمة على المجتمع.
حسام عبدالقادر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق